مستويات السكر في الدم لمرضى السكري والنسبة الطبيعية للأنسان
تغذية سليمة وتحكم في مستويات السكر في الدم
مرض السكري هو حالة مزمنة يعاني منها الكثير من الأشخاص حول العالم. يعتبر التحكم في مستويات السكر في الدم أمرًا حاسمًا لصحة الأفراد الذين يعانون من مرض السكري. تغذية سليمة ومتوازنة هي أحد أهم العوامل التي تساعد في التحكم في مستويات السكر في الدم وتقليل المخاطر المصاحبة لمرض السكري.
ما هو مرض السكري؟
لفهم كيفية تحسين مستويات السكر في الدم من خلال التغذية السليمة، من المهم أن نتعرف على مرض السكري وأنواعه المختلفة. مرض السكري هو حالة يتعذر فيها على الجسم إنتاج أو استخدام الهرمون المعروف باسم الأنسولين بشكل صحيح. الأنسولين هو الهرمون المسؤول عن تنظيم مستويات السكر في الدم. تدور مشكلة مرض السكري حول عدم قدرة الجسم على استخدام الأنسولين بكفاءة أو إنتاجه بشكل صحيح، مما يتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم.
هناك ثلاثة أنواع رئيسية لمرض السكري:
1. النوع الأول
يعتبر مرض السكري من النوع الأول حالة مزمنة تتطلب إدارة يومية وتحكم دقيق في مستويات السكر في الدم. يحدث هذا النوع من مرض السكري عندما يتعرف جهاز المناعة في الجسم على خلايا بالبنكرياس، التي تفرز الأنسولين، على أنها غريبة وتهاجمها. نتيجة لذلك، يصبح الجسم غير قادر على إنتاج الأنسولين بما يكفي لتنظيم مستويات السكر في الدم ويصبح المريض بحاجة إلى حقن الأنسولين يوميًا.
2. النوع الثاني
يُعد مرض السكري من النوع الثاني أكثر شيوعًا من النوع الأول ويشكل حوالي 90٪ من حالات مرض السكري. في هذا النوع من المرض، يكون جسم المريض ما زال قادرًا على إنتاج الأنسولين، ولكنه لا يستجيب بشكل صحيح له. يشير مصطلح “المقاومة للأنسولين” إلى عدم قدرة الخلايا على استخدام الأنسولين بشكل فعال. مع مرور الوقت، يمكن لمرض السكري من النوع الثاني التفاقم وأن يصبح من الصعب التحكم فيه بتغيير نمط الحياة والتغذية.
3. مرض السكري الحملي
يحدث مرض السكري الحملي عند النساء الحوامل ويمكن أن يتطور خلال فترة الحمل. يحدث ذلك عندما يكون جسم المرأة غير قادر على إنتاج ما يكفي من الأنسولين لتلبية احتياجات الجنين المتزايدة. يمكن لمرض السكري الحملي أن يكون خطيرًا على الأم والطفل، ولكن باستخدام التحكم في النظام الغذائي والأدوية إذا لزم الأمر، يمكن خفض المخاطر والحفاظ على صحة الأم والطفل.
تحسين مستويات السكر في الدم
التغذية السليمة أحد أهم العوامل لتحسين مستويات السُّكَّر في الدم والسيطرة على مرض السكري. نظام غذائي صحي ومتوازن يمكن أن يقلل من المخاطر المصاحبة للمرض ويعزز الصحة العامة.
التحكم في السعرات الحرارية والوزن
تحافظ على وزن صحي هو أمر مهم لمرضى السكري من النوع الثاني وذلك بسبب العلاقة الوثيقة بين الوزن ومستويات السكر في الدم. إذا كانت العوامل الوراثية تلعب دورًا في ارتفاع فرص الإصابة بمرض السكري، فإن السمنة وعدم ممارسة النشاط البدني الكافي يعتبران أيضًا عوامل خطر للمرض.
باختيار الأطعمة المناسبة والتحكم في حجم الوجبات، يمكن للأفراد المصابين بمرض السكري تقليل امتصاص السعرات الحرارية وتحسين تحكمهم في مستويات السكر في الدم. من الأهمية بمكان أن يتم استشارة أخصائي تغذية لتحديد السعرات الحرارية المناسبة وتقديم النصائح اللازمة للتحكم في الوزن.
تناول الكربوهيدرات الصحية
تعتبر الكربوهيدرات الذكية جزءًا أساسيًا من التغذية السليمة وتحكم مستويات السكر في الدم. الكربوهيدرات هي مصدر رئيسي للطاقة وتحول إلى سكر في الدم بعد الأكل. من المهم اختيار الكربوهيدرات الغذائية الصحية والغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة بدلاً من الكربوهيدرات المكررة مثل السكر والمشروبات الغازية والمعجنات.
من المفيد أيضًا توزيع تناول الكربوهيدرات على مدار اليوم بشكل متساوٍ، بحيث يتم تقسيم الوجبات الرئيسية إلى وجبات صغيرة ومتناسقة على مدار اليوم. قد تستفيد بعض الأشخاص من استشارة أخصائي تغذية لتحديد جدولة الوجبات المناسبة مع توزيع التناول على مدار اليوم بناءً على احتياجاتهم الفردية.
زيادة تناول الألياف الغذائية
تعتبر الألياف الغذائية جزءًا هامًا من التغذية السليمة لمرضى السكري. الألياف تساعد في بطء امتصاص الكربوهيدرات وتحسين نسبة السكر في الدم. الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات عبارة عن مصادر جيدة للألياف. تناول كمية كافية من الألياف يمكن أن يساعد في تحسين الهضم والسيطرة على مستويات السكر في الدم.
تناول البروتين بشكل مناسب
تلعب البروتينات دورًا هامًا في تحسين مستويات السكر في الدم والسيطرة على الشهية. البروتينات تساعد في الشعور بالامتلاء والحفاظ على مستويات السكر في الدم مستقرة. من المهم اختيار مصادر جيدة للبروتينات مثل اللحوم النباتية، البقوليات، البيض، والأسماك.
التغذية ومستويات السكر في الدم
من الواضح أن التغذية لها تأثير كبير على مستويات السكر في الدم. بتنفيذ نظام غذائي صحي ومتوازن وتحسين العادات الغذائية، يمكن للأشخاص المصابين بمرض السكري أن يحسنوا أعراضهم ويقللوا من المضاعفات المحتملة. من المهم أيضًا الاعتناء بالنشاط البدني اليومي وتقييم المستويات بانتظام للتأكد من استقرارها.
مع تحسين نمط الحياة والتغذية الصحية، يمكن للأفراد المصابين بمرض السكري أن يحققوا رفاهية صحية ويعيشوا حياة نشطة ومفعمة بالحيوية. استشر طبيبك المعالج أو أخصائي التغذية للحصول على خطة تغذية مناسبة واستفسر عن الأطعمة والوجبات التي يمكن تضمينها في نظامك الغذائي لتحسين مستويات السكر في الدم.